تعمل الدولة جاهدة على رعاية مواطنيها وتوفير الحقوق الأساسية لهم على جميع الأصعدة باذلة في ذلك أقصى الجهد تحقيقا لآمال الشعب وتطلعاته. إن بناء المجتمعات الحديثة يحتاج منا إلى الإهتمام بالبناء العلمي للمجتمع والذي يعد التعليم أحد أهم ركائزه الأساسية. ويعد التعليم الطبي خاصة أحد أعمدة الحضارة الحديثة والذي تولي له الدولة إهتماما بالغاً وتعمل على الإرتقاء و النهوض به بجميع أقسامه وفروعه.

 ولما كان العلاج الطبيعي يعتبر أحد التخصصات الرائدة في ميدان الرعاية الصحية ويلعب دوراﹰ هاماﹰ في الحفاظ على صحة الفرد ورفع كفاءة أداءه الوظيفي، وكذلك الحفاظ على تكامل دوره المجتمعي كانت الحاجة إلي إنشاء كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا بمدينة السادس من أكتوبر لتحقيق طفرة نوعية فى التعليم الطبي وتلبية لإحتياجات قطاعات الرعاية الصحية بالدولة وإنطلاقاً من حقيقة أن تحقيق هذه الأهداف لا يقتصر فقط على جهد المؤسسات الحكومية.

وتحقق الكلية ذلك من خلال توفير أعلى مستوى تعليمي للمتخصصين في مجال العلاج الطبيعي و المؤهلين علمياﹰ وعملياﹰ على أحدث الأنظمة الدراسية والأساليب التعليمية في ظل نظام دراسي متكامل يعتمد على الساعات المكتسبة و الذي يمنح الطالب الحرية في إختيار بعض المقررات الدراسية التي تناسب ميوله و إهتماماته و تخدم التخصصات المختلفة في مجال العلاج الطبيعي والتأهيل.

العلاج الطبيعي هو أحد التخصصات الطبية الهامة في مجال الرعاية الصحية حيث يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بإعداد  وتنسيق وإستخدام معلومات ومهارات مختارة لوضع وتنظيم برامج علاجية للأفراد الذين يعانون من إعاقة أو من حالة تهدد كفاءتهم الوظيفية بسبب مرض ما  أو إصابة. يركز العلاج الطبيعي بصورة أساسية على من يعانون من إعاقات فعلية أو محتملة مرتبطة بالجهاز الهيكلي العضلي العصبي أو الرئوي  والقلبي الوعائي, كما يركز على وسائل تقييم أداء هذه الأجهزة لوظائفها وعلى إختيار وتطبيق الإجراءات العلاجية الملائمة للمحافظة على هذه الوظائف أو تحسينها أو إستعادتها.

وتجنب أساليب العلاج الطبيعي المريض التعرض لكثير من الأضرار الجانبية للعلاجات التقليدية حيث أن جميع وسائل العلاج الطبيعي آمنة تماماﹰ ولا تسبب أي مضاعفات جانبية ,كما أن هناك كثيراﹰ من المرضي حالتهم الصحية لا تمكنهم من إستخدام العلاج الدوائي. وتكون بذلك وسائل العلاج الطبيعي هي الطريقة المثلى لعلاجهم. كما يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بإجراء الإختبارات اللازمة للمساعدة في التقويم والتشخيص التفريقي للحالة  وتفسير نتائج هذه الإختبارات, وتحديد درجة الإعاقة كقوة العضلات والتطور الحركي والقدرة الوظيفية وكفاءة الجهازين التنفسي والدوري. كما يوفر التقويم قاعدة لإختيار الإجراءات العلاجية الملائمة وتقييم نتائج العلاج.

وهناك عدة أساليب تطبيقية للعلاج الطبيعي و تشمل العلاج اليدوي والحركي و العلاج المائي والكهربائي والضوئي, وتتضمن الإجراءات العلاجية التمارين الخاصة بزيادة القوة العضلية  وقوة التحمل والتوافق العضلي العصبي ومدى الحركة. كما تتضمن وسائل علاجية تعمل على تسهيل النشاط الحركي والتعلم, و تعليم المرضي لإستعادة الوظائف الحركية اليومية. بالإضافة إلى إستخدام الأجهزة المساعدة والإستعانة بوسائل العلاج الطبيعي الآمنة من المضاعفات الجانبية للتحكم في الألم وتنشيط وظائف الجسم الفسيولوجية. ويتحقق ذلك من خلال استخدام العلاج المائي أو الكهربائي بأشكاله المختلفة بما وفرته التكنولوجيا من الوسائل الحديثة الآمنة لعلاج كثير من الإصابات.

وتتطلب ممارسة العلاج الطبيعي معرفة تامة وعميقة بالعلوم الخاصة بنمو جسم الإنسان و تطوره بالإضافة إلي التشريح وعلم وظائف الأعضاء  وعلم الميكانيكا الحيوية ومظاهر المرض أو الإصابة والإستجابة النفسية الطبيعية و غير الطبيعية للإصابة والعجز و التأثيرات العرقية والثقافية  والإجتماعية والإقتصادية على الفرد.

كما تتطلب إلماماً بمبادئ التعليم والتدريس والإدارة والإشراف و التشاور والتواصل مع الآخرين. والإلمامً بالأدوار والوظائف الطبية الأخرى وتخطيط المرافق والخدمات الصحية في المجتمع وتطويرها.

كما يتضمن العلاج الطبيعي شريحة عريضة من الأنشطة مثل أنشطة الإشراف والتعليم والإدارة وإجراء الأبحاث وخدمة المجتمع, هذا بالإضافة إلي مسئوليات أخري كالتعليم متعدد المستويات والتوظيف والإلتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية للمهنة ومراعاة مصالح المرضي والعاملين.